اثنانِ من حكماءِ قومٍ جـــــــــــادلا
من منهما نال العلوم مــــــــــزيدا
فتباريا في أيّهم يُعطي الســــــؤالَ
وأيُهــم يُجلي الجــــــوابَ ســـديدا
قال الحكيم: أخي ، أتعلم ُ كيـــــف
نحيا – بعد أن نفـنى- السنين مديدا
فاجــــــــاب صاحبه بنظرة باسـمٍ
عَلِمَ الجـــــــــواب وأتقنَ التفريدا:
“الصـــعبُ جـــــــداً” في الحقيقةِ هَيّنٌ
والمستـــــــــحيلُ بضاعةُ المـــــخذولِ
والإنســـــــحابُ عــــوارُ كــــــلِ مفرّطٍ
لم يصطبـــــــرْ للظفـــــر غــــيرَ قـــليلِ
قد يُستـــــطابُ المــــوتُ وهو مصــيبةٌ
او تُكــــرهُ الدنيـــــــا بغــــــــير صـــليلِ
كم ميّــــــتٍ فــــــي الأرض دام مقـــامُه
فــيهــا بعلـــــــمٍ او بصنـــــعِ جمــــــيلِ
أعمــارنا بالإرث يُحســـــــبُ طولُـــــها
من يُورِثُ الحســـــــنى فخيـــرُ مُطيـــلِ
هـذا جوابـــي للحيـاةِ مقـــــامِـها
من بعد ان تلقى الهـلاك وحيــدا
لكنْ أجبني من عدوّ النفسِ حين
حياتـها ويذيـــــــقُها التنـكيــــدا
قال الحكيم وقـــــد توقّـدَ فكــرُهُ
ورآهُ في فهم الســــــؤال سعيدا:
من يعقـــــل الكلمــــــات طاب مقالُه
من ذا يضــــــيق بطيّــــــبِ الكلماتِ
الخوف في الإنســـــانِ حظّ مظفّـــــرٍ
لولاه أخـــــلدَ فـــــي هوى اللــــذاتِ
واخفِــــضْ جناحَك بين أهلك رحمـةً
الأهلُ أولى النــــاس بالرحمــــــــاتِ
ليس العــــدوّ مخـــالفٌ في الرأي أو
او مســـتبرئٌ من رحمــــــــةٍ وأنــاةِ
النفس تعلم خصمَها فـــــي ذاتــــــها
وتراهُ إن نَظَــــــرَتْ إلى المـــــــــرآةِ
لا تعليق! كن أول واحد.