الابن الضالّ
أعيديها
وقولي أنك الحبُّ
الذي أمضيتُ عمري
باحثاً عنهُ
وأني كم ضممتكَ والوسادةِ
في ليالي البردِ أعصرُها
وحين تنامُ…
تشعرني بأنك متُّ
أو ألقتْ بك الأحلام
خارج غرفتي خطأً
وأبحثُ عنك حولي…
في إناء الورد…
في الجدرانِ…
في الدولابِ…
حتى في وعاء الزيتْ
واسمع منكَ
أنك كنت حول البيتْ
تطلُّ من النوافذِ
تدخل الفتحاتِ
تمشي في الرواقِ للمرآةِ
طول الوقتْ
تساعدني بوضع القرطِ
في أذني
وتغلق ظهر فستاني
وترمي الشعرَ فوق الكتفِ
طول الوقتْ
أنا من قبلما تأتي إلى الدنيا
أحبكَ أنتْ.
أعيديها …
فإني لا أملّ سماعها منكِ
وتعلقُ فيّ كالأحلامِ
ذكرى قلتـِها عنكِ
تُخبّــرُني…
بأنــي عشتُها
من حيثُ لم أعلمْ
وكنتُ هناكَ معجزةً
ولم أفهمْ
أعيديها
لأطفو حين أسمعها
وأرقص فوق طوفان المسافةِ
مثل مركب نوحْ
أصدّقُ أنني ذكرى
لشخصٍ لم أشاهْدهُ
وأعلم أنه مجروحْ
لأني كلما أحدّثُهُ
يحدثني
بنبرة من يجرّ الروحْ
خرجتُ اليوم من ظلي
إلى باحاتِ
حبٍ عشتُهُ قبلي
وجدتُ البيت مبنياً
حدائقُهُ تناديني
وأبواباً تحييني
وتعرفني
وتدخلني إلى الحجرات
لا وجلٌ ولا حرجٌ
وتدفعني
إلى المرآةِ
وامرأةٍ عجوزٍ
ترتدي قرطاً سماوياً
تقول لها
هنا ولدي
أراهُ كل يومٍ وهْو يُلبسني
ولكنْ لا يكلّمني
ولستُ أكيدةً إن كان يعرفني
عمّان 5/7/2023
لا تعليق! كن أول واحد.