نكاد نموت
نكادُ نموتُ في الجنّاتِ جوعاً
ونحيا في نعيمِ الفقرِ حينا
فإنّ المالَ في ذي البخلِ فقرٌ
وكانَ الصومُ في الفقراء زِينا
وكم أحصيتُ ذا فقرٍ طليقًا
وذا مالٍ لغايتهِ رهينا
و جُوعُ العينِ لم يُشبعْهُ إلا
حثيثُ الدودِ يلتهمُ العيونا
وإنّ العادياتِ حديثُ نفسٍ
ظنونٌ قد رويناها ظنونا
فنصنعُ وحشَنا ونخافُ منهُ
بربِّكَ هل يُلامُ الشامتونا
وندفنُ رأسَنا في الرملِ حتّى
ظنّنا العالم الورديَّ طينا
ويأخذ عمْرُنا عُمرينِ منّا
لنكشفَ حبنا المخبوءَ فينا
حياةُ الخلقِ مهداةٌ لتُبْنى
على الاخلاقِ معرفةً ودينا
ولمْ تُصنعْ لنحيا مثل طيفٍ
نمرُّ بها مرور الناظرينا
ونقرأُ آيةَ الكرسيِّ حرزاً
ولمّا نفهمِ الذِكرَ المبينا
ونخضع إن أداروها علينا
لنسلُكَ في الطرائق آمنينا
ونهجرَ صانعَ المعروفِ يأساً
ونلزَمَ نافخَ الكيرِ اللعينا
وندعو بالهدايةِ محضَ قولٍ
ولو صَدَقتْ بواطننا هُدينا
ونُلقي السمعَ إن أثَنوْا علينا
ولو ذكروا جمالاً ليسَ فينا
ونذكرُ ضعفَنا إنْ حلَّ بأسٌ
بنا، حتى إذا فُرِجَتْ نَسينا
أما تسعى؟ فإن العيش سعيٌ
وإنّ برحلةِ السعي اليقينا
وخيرُ الحظِّ لو خلّيتَ حَظاً
فتؤتى دونهُ فتحاً مبينا