نـــوافذ القطار
– البداية
في بلدةٍ شبيهةٍ بالعـتمِ في النهارْ
منزورةٍ غاباتُها بالجهل والثمـــارْ
عَبَّدَها حاكمــُها وجنــــدُه الشِرارْ
قال ابشروا، زعيمــــكم انا وباِختصارْ
خلاصــــــكم في طـــــــــــــاعتي
او اقصدوا المطارْ…
أنا الطويلُ بينــــــــكم وأنتم القصـــــارْ
من قــــــــــــــــال منكم “مرحباً“
فقــــــدْ عـــــــلا وصـــــــــــارْ…
أنعِـــــــــــــــــمْ بها من ذمّة مكتـــــــوبةٍ بنارْ
سام بها عبيدَه بالطــــوق والإسارْ
كلّ القـــــــــرى كانت يميـــــــــناً
فاستوتْ يســـــــارْ…
وكان أمر أهلها في الذلّ والصغارْ
فحلّقـــــــــــــــــــوا ذقـــــــــــــــونهم وألقوا الإزارْ
وضلّلــــــــــــــوا نساءهم وأدمنوا القمارْ
وأسلمــــــــــــوا ابناءهم لمن علا وجارْ
وبعد طـــــــــــول ذلةٍ وطول الانكسارْ
وظــــــــــــــــــــــنِّ كلِّ قريةٍ أنْ ما لها اعتبارْ
إذا بطفـــــلٍ صارخٍ يولّدُ انفجارْ
تصغي له أولو النُهى وتكســــــر الجِرارْ
–٢– الخروج
صاحــــــــــبنا ملّ النواحَ ملّ الانتظارْ
حيــــــــاتهُ قاسيــــةٌ لحدّ الانتحارْ
لكنّـــــــــهُ مكبّــــــــــــــــلٌ برفقةِ الصغارْ
اولادِه الثـــــــــلاثةِ البراعم الصغارْ
مهنـــــــدٍ ومؤمــــــنٍ وروحِه نزارْ
لو يعلمــــــونَ سرّهُ لولولوا وخارْ
لذا فسوف يعلمون ما جرى وصارْ
اذا صحــــــــــــــوا وفجعوا في اول النهارْ
كانوا نيــــــــــــاماً حينما قَبَّلهم و دارْ
ودارَ حــــــــــــــولهم ودارَ ثم دار ثم دارْ
كالارض حـــــــــول الشمس في المدارْ
ودار فيمــــــــــا بينه وبينه حوارْ
“لمن ترى اهجرهم احبتي الصغارْ
ومن تــــــــــــــــرى يعولهم في هذه الديارْ
إقامـــــتي ما أسعفت ولا بَنَت جدارْ
بل ربــــــــــــما أتت لهم بالضر والضرارْ
وربما قد شـــــــددت عليهم الحصارْ
تحـــــــــــــــــــدّرت دمعاته من عينه وسارْ
الى فضــــــــــــاءٍ حافلٍ بالموتِ والدمارْ
مضى وكلّ خطــــــــــــــــــــوة تزيدهُ انكسارْ
في كلّ شبـــــــــــــــــــرٍ جثةٌ منزوعةُ الوقارْ
مَنْ العــــــــــــــــزيزُ ها هنا وأين الانتصارْ
فكلـــــــــــــــــــهم بيــــــــــادق في تلكم القفارْ
يشقى لأجــــــــــــــــل فرقةٍ غريبة الشعارْ
تجرّهُ حمـــــــــيّةٌ وسطوةٌ وثارْ
لاجلها عـــــــــــــــاش حماراً وقضى حمارْ
هنا تبـــــــاطا خطوُه وراجع القرارْ
من قبــــــــــل ان يضحى قتيلاً
دونما اختيارْ…
وقبــــــــــــــل جرّ نفسه في الكرّ والفرارْ
فعــــــاد نحو داره ووُلْده الصغارْ
وخطّ جمــــــــــــلةً على الرمال والغبارْ
“علّم صغارك الحياةَ انها خيــــــــــــارْ“
فمــــن رآها مُرّةً فعيشها مَرارْ
ومن يُجدْ غراســـــــها فليلزم الثمارْ
والموت فيها واقـــــــــعٌ في أيّما مسارْ
–٣– النهاية
ساعاتنـــــــــا قليلةٌ في هذه الغمـــــــــــــارْ
تشبه في مرورها نوافذ القطــــــــــــارْ
لكل وجهٍ خلفها فضيلةٌ وعـــــــــــــــارْ
وغايةٌ وغارْ…
وجنةٌ ونارْ….
وبينما نحســــــــــــــبها تمرّ في الجوارْ
تحاور اللاوعي فينا وترى العوارْ
تمــــــــــــــــــــــــرّ في حياتنا كلحظة انبهارْ
تُسعــــــدِنا تُحزِننا تُحيلُنا غِرارْ
فتُصبحُ الشعار والمدار والاطارْ
تحرفنا عن قصدنا ونركبُ القطارْ