قَــوْلي وفِعلي في الحياة كتــابيهْ
وهما بقبري في المماتِ حسابيهْ
ما نفعُ صومِكَ والصلاةِ بـوقتـها
انْ لم تكنْ فيك السجايا الصافيةْ
قُـــلْ للّــبيـبِ إذا أراد ســــــلامةً
لم يُـرزق الإنســـانُ مثلَ العافيةْ
كمْ صنعةٍ في العُمرِ يتقنها الفتى
والأمرُ بالمعروف أصلــحُ باقيــةْ
إنّ التقلّبَ في النــــوازل سُنّةٌ
إنْ لم تُصبْ نفسي أصابتْ ماليهْ
ما أثقــلَتْ حِمــلاً عليَّ يؤودُنـي
إلّا أرَتْـني كيف أصــلحُ حاليــةْ
عالجتُــها بالصبر في أحوالــها
هيهاتِ منّي الوسوسات الخاويةْ
من ساقَـها نحوي يدبّرُ أمرَهـا
ما كانَ تدبيري سوى إيمـــانيهْ
الهمُّ يمكث إنْ أنا أســـخطْ بهِ
ويـزولُ إنْ أسقطتُــهُ مِـن باليَهْ
والعُــمْرُ يومٌ والطريق مُسيّـجٌ
مِن حولـهِ في الجانبيْـن الهاويـةْ
مَن ضلّ فيهِ ومن تسوّر حدّهُ
وَجَدَ المهالكَ كالخراف القاصيةْ
والسيرُ فيه على قَبــــيلٍ واحدٍ
يأتـي بآخـــرهِ الوعـودَ الوافيــةٌ
والليلُ موتٌ والرحيـــلُ منامُــنا
والحُلْـمُ برزخُ رقـدتي وقياميـــهْ
إنّ الأمــــانيَّ التي نحــيا لهــا
يُنسـيـننا أمــر َ الحيــاةِ الثانيـةْ
يُنسـيـننا للموتِ في طُـرُقـــاتنا
متربـّـصاً بالـرّوحِ بُعْدَ الثــانيــةْ
إن أقْبلتْ منـكَ الجوارحُ صوبــهُ
أمِنَتْ جوارحُكَ الصروفَ العاتيهْ
أمّـا إذا أدبـَـــرْتهُ متـناســــــياً
أُطْــعِمْتَ منــهُ كُلَّ يومٍ آنيـةْ