عَجبتُ

27/08/2018
76 الآراء

 

عَجبْتُ  لِصـبرِ أُمّــي  في  الرّحيلِ

وعشْرِ سِنينَ في المَرَضِ الطّويــلِ

 

عَجبْتُ  لقُولِها: “الأيّـــام تمضـي”

ولمْ  تَمــضِ الهمُـــومُ إلـــى سَبيلِ

 

عَجبْـتُ  إذا  الهُـزالُ يـــزيدُ  ثقلاً

أطـــــالتْ  بالتّجـــمُّـــلِ والقبـولِ

 

تَئــــنُّ بصمــتِـها  ليــلاً وفــجـراً

وطــولَ نهـارِهـا حتّـى الأصيــلِ

 

فمـــا  أدري  متى  ترتاح  نفـسٌ

مـن الــويْـــلاتِ والألــــمِ الثقيـلِ

 

وإنْ حَـــــدّثُـتها اِبتسمَتْ وقـالتْ

وحســــبُ الــداءِ يغلـبُهُ نحــولي

 

فأتْعـــبـَتِ  المُصيـــبةَ  باحتمالٍ

كفَــتِّ  الصخرِ  بالمــاءِ المَسيلِ

 

وما  لاذتْ  من البلوى بشكوى

ولا  قَنَـطَتْ  معَ الصّبرِ الجميلِ

 

ولا  أَحنى  شَـجـاعَتَها  سـَــقامٌ

تَحـدَّبُ  منهُ  باسِــقةُ  النّـخيــلِ

 

وحينَ  الموتُ  وافاها  خجـولاً

لِمـا  لاقتْـهُ  من  بُطء الوصولِ

 

فحـــــيّاهـا  وحَيَّـتــــهُ  ســلاماً

وإنّ  المـَــوتَ  سِلــمٌ  للعليــــلِ

 

فما  فَزِعتْ  وكانَ  الدمعُ حُزناً

على  فَلَــذاتِها  غُضِّ  العُقــــولِ

 

وقال الموتُ راحتْ واستراحتْ

وَحَــلَّ  اليُتْـمُ  في فَـقْدِ الــدّليـــلِ

 

لأنّ  الأمَّ  مَـنْ  تهــدي  طريــقاً

بهِ  الرّحماتُ   مِـيلاً  بعــدَ  ميلِ

 

ومـــوتُ  الأمِّ  يجعلُ  كلّ مجدٍ

كنفْـعِ  المال في الـرجلِ البَـخيلِ

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version