خمســون عاماً غيرّت لي خِلقتي
لكنـّـها مــا غيّرتْ لـــي ديـــني
ومـررتُ في هـذي الحياةِ مقدماً
للنفــسِ ما عن لومـها يُغـــنيني
وخـبرتُ لـــذّات الحـياة فلم أجدْ
مثلَ التصـــدّقِ لـــذةً تـكفـــيني
وسمعتُ من خير الكلام فلم يكنْ
لـي مثـــلُ آيِ اللهِ مـا يهديـني
ورأيـتُ من أثـر الحديثِ فلم أجدْ
كالصــدق رشـدًا قولــهُ ينجيــني
إن شئتَ أن تجدَ السلامة من اذىً
فلســـانُكَ المفــتاحُ في تخميــني
بعـضُ الكلام السـمُّ أهون مغرماً
وخروجُـهُ كشـــرارةِ الطـاعونِ
لا الخلقُ منـهُ ولا عريني سـالمٌ
المـوجُ موتي واللســانُ سفيني
والصحبُ لا من قد صحبت وإنما
هـم من يصونُ العهدَ صَوْن أمين
ليـس الجمالُ بحسـنِ وجــهٍ ناعمٍ
أو قَــدِّ ريـــمٍ أو ذوات فــــتونِ
من قـد أحبّ القلبُ فهو جـميلُهُ
وسـواه تصويــرٌ بديــعُ الطـينِ
حُسنُ التخلّقِ والمكارم مقصدي
لا أنــثني حتـى يحينَ منــوني
لا تُولِيَـنّ الناس فــوق قـدورهم
هم أسـوةٌ في الخَلْقِ والتكوينِ
خمسـون عاماً ثم أسـفلُ سافلٍ
أو تتّعـــِظْ بالتين والزيتـــــونِ