المرءُ يذكرُ ما أضاعَ وما شرى
حتى يُوارى رأسُهُ تحت الثرى
لا تَستعِضْ بالعمرِ جاهاً زائفاً
أنظرْ لكسرىٰ أين صار وقيصرا
أحبِبْ لأنّ الحبَّ خيرُ سجيّة
ترجو من الثّقَـلَيْنِ فيكَ المخفرا
الردُّ مِن جِنْـس العطاء توافقًا
إنّ المحبّةَ بالمحبّةِ تُشترى
لمْ يفهمِ الدّنيا سوى مُتَحـقّقٍ
ممّـــــا أرادَ الله جلَّ ودبّـرا
بالعِــــلمِ لا بتَــــكهُّـنٍ وتطَــيُّرٍ
والعلمُ بالأسبابِ ليس بما ترى
والعلمُ ليسَ بما ورثتَ ثقافةً
كلّا وإنْ بلغتْ ثقافتُكَ الذُّرى
مَن رافعُ السمواتِ في عليائها
وأزاح بالنجمِ الظـــلامَ ونوّرا
والأرضُ من مدَّ البحارَ خلالها
والماءَ ساقَ على الغمام وأمطرا
ومن الذي أرسى الجبال ركــيزةً
فاشتدَّتِ الطبقاتُ منها والعُرى
ومن الذي أعطى الخلائق رزقها
وأعدّ أقواتَ العبادِ وقدّرا
وله الرياح ُ هبوبُها وسكونُها
تجري بأمره رحمةً أو صرصرا
وله الجلالةُ والجلالُ صفاتُه
وله الزمانُ معجّلاً ومؤخّرا
يا مَن تخذتَ الشمسَ دونه قِبلةً
أرأيتَ كيف الليلُ لفّ ودثّرا
يا من عبدتَ الجنّ تخشى خَلقهُ
والجنُّ يدنوكَ المكانة مَعشرا
يا من عبدتَ الهالكين تظنّهم
من دون ربّك رازقاً ومظفِّرا
همْ بعدَ حينٍ في مقامكَ خيفةً
همْ بعد حينٍ في مقامكَ محشرا