السُباعية المباركة
(١)
المجد في ابنائكم محسودُ
هم مجدُهُ في الآخِرين تليدُ
أنتم مشاعله الاخيرةُ في طريق
الموتِ يركبُ موجَهُ ويميدُ
هذي السكينة من يجدْها غالبٌ
ما ضرّ أن الحاقدينَ عديدُ
ما همّ إنّ نكث الأخوّةَ معشرٌ
أو أنّ من طلب القصاصَ وحيدُ
(٢)
أنتم عيون القوم إن عيونهم
جحظت، ولكنْ رأيُها مفقودُ
يخشون أي شرارةٍ وكأنهم
-كالنفطِ في قدح الوميض- وقودُ
في كل عينٍ سدّ جفنيها الخضوع
خيانةٌ ، وعداوةٌ ، وجحودُ
كذبت ولو شهدت دموعٌ جرّها
هذا الدمارُ وذلك التشريدُ
شتّان بيتُكمُ المهدّمُ إن هوتْ
جدرانه، إن الرباطَ وطيدُ
أما وبيت العنكبوت بيوتُهم
وهنتْ وإن غَزلَ الخيوطَ شديدُ
(٣)
نحن الذين اذا الغمامُ أظلَّكمْ
خِفنا إذا فضح الرجاءَ قصيدُ
كفرتْ بنا أيامنا وصلاتنا
ودعاؤنا والسرُّ والتوحيدُ
من بيننا أنتم هم الأعلَوْن ليس
لكم بنا من حاجةٍ فنجودُ
من بيننا انتم هم الشهداءُ إنّا
إن سألتم، خردةٌ وطرودُ
إنا سلكنا في التمدّن مسلكاً
سَقطَ الوفاءُ لأجلهِ والجودُ
ما السبقُ الا للمصالح لو علا
الخنزير واستلم الزمام قرودُ
(٤)
وتبدّلَ القلبُ الذي كنا به
نشقى معاً أو فالجميع سعيدُ
فاذا الاقارب غربةٌ والاهلُ
بغيٌ والجوارُ مخادعٌ وحسودُ
ضُربوا بمزبلةِ الحياة فضلَّ
الأصلُ عنهم قائمٌ وحصيدُ
هانت علينا في البلاد نفوسنا
مستسلمينَ إذا طغى نمرودُ
وبكتْ لنا لا تستطيع قلوبنا
حملاً وسُخف حياتنا جلمودُ
تغتاظ لا أملٌ لها يسعى بها
فمتى يفيقُ الغافل الموؤودُ
بالله كيف نقولها وجباهنا
صفراءُ، بردٌ صفحها وجليدُ
إنا تلحفّنا الهوان فهل تبيّضُ
وجهَكم هذي الوجوهُ السودُ
(٥)
لا تُخدَعوا ببكائنا وحشودنا
موتى تجوبُ ولا تُجيبُ، و دودُ
ان شئتمونا في الكلام فإننا
قومٌ يقارعُ واللسانُ جريدُ
او شئتمونا في الملامِ فأننا
خير الذي بين الدهاةِ يكيدُ
او شئتمونا في المنامِ لنجدةٍ
إنا سلاحٌ في الرؤى وجنودُ
من ذا يعلمنا الرجولة مرةً
وعلى مريض الأمنيات يعودُ
من ذا يعلمنا البسالةَ وقفةً
فنذودُ عمّنْ صاننا ويذودُ
(٦)
او لم تكن في عين جالوتٍ روتْ
اخبارُكم ودماؤكم والبيدُ
يوم المغول إذ البلاد بلادهم
وإذ الشعوبُ مروَّعٌ وطريدُ
يا اهل غزة والرجال رجالكم
ولدٌ يليه إلى العُلا وحفيدُ
ولتنظرِ امرأةٌ إذا هي جهزّتْ
كنساءِ غزة عزةً ووَلودُ
لو قاتلوكم ادبروا وأتوا بنا
فالظُفر في جلد الشقيق حديدُ
جيلٌ تشبّع في البلاءِ ملامةً
والذنبُ أنّ العاجزين عبيدُ
جيلٌ تمسّكَ بالحياة، وطعمها
دون الكرامةِ علقمٌ وصديدُ
من قال ان القتل يرهب أمةً
إن كان علّمها الحياةَ شهيدُ
(٧)
لا تحسبنّ بأنهم موتى اذا
قتلوا فإن قتيلهم مولودُ
بالكاد يصعدُ في السماء فإنه
جيشٌ على جنح الملاك يعودُ
صدقوا الذي وعدوه عند لقائهم
صدق الرجال وكذّب التلمودُ
10.10.23
الرباط
لا تعليق! كن أول واحد.