إذا اتعبــتك صــروف الحـــياةِ
فما لصـروف الحيـــاة مضـاءْ
وليــس يخفـف منـها المــلام
فصـبرك والفضـفضات سواءْ
وما علـة مـــا لهـا مــن دواءٍ
وما سـقطة ما لها من وجــاءْ
ومن ذاق ذات العصا مرتيــن
فليس إلى رشـده من رجـــاءْ
إذا أنت لسـت رشيد الشبــاب
فليس مع الشيب يأتي الشفاءْ
وليست عيوب الفتى ستــرها
بمنجيه من حملها في الخفاءْ
ولا يســتر العـــيبَ من خلقة
يظن بصـــاحبها الكبـــريــاء
ولا يسـتر العـــيبَ من هيئـةٍ
علتها البشوت وغالي الرداءْ
أبالعيب تحــجب عنا العـيوب
وبالنقص زدت على النقصاءْ
فحمّلْ مُــــرادك في قـــــــدرهِ
فلا يحفظ الكحل كبر الوعــاءْ
ولا تجعلِ السيف فـــي زينــةٍ
وخضّـب علـى جانبيه الدمـاءْ
إذا هـاجمتك نيــوب الذئــــــاب
فلسـت تزلـــــزلها بالبــكـــــاءْ
فعــــش عاليَ الـرأس ذا همـةٍ
أوِ إرحلْ عزيـزاً عصيّ البقـاءْ
فهـل أنت فيها رجاء الضعيـفِ
أم اْنّك فيها ضعـــيف الـرجـاءْ
ومن لـيس يــردعـــــه بــــرّه
فلا يستـغلظنّ عظيم الجـــزاءْ
تريــــد النــجاة وأنت حريص
على أن تخوض سبيل الشقاءْ