شيخ عجوز شكى عجزه فنظمت شكواه شعراً
مضـى من حياتي جميلُ السنين
وما ظـلّ غير الأسـى والذبـــولْ
وما كنتُ أخشى عِجافَ السـنين
لظنّـي بقربِ الردى والرحيـــــلْ
وما كنتُ أرهَـــبُ ما قد أتـــــــى
وما كنتُ أعبأُ مــا قد يــــــؤولْ
وكانت جيـــوبيَ تشــــكو الأذى
من الفقـــرِ ، لكنّ قلبي جمــــيلْ
فلمّـــا تفتّقَ بــــالمـــــال حينـــاً
وجـدتُ الفؤادَ مريــضاً علــــيلْ
وكانت خـطايَ كمَـرِّ النســــــيمِ
على البحرِ والزهْرِ، واليومَ فيلْ
وكان النـــهار يمـــــــرُّ سـريعاً
وأنعمُ في الليـلِ نومـاً ثقيــــــــلْ
فصـار النهارُ بطيء الثوانـــــي
وبالليل أشهدُ كل الفصـــــــــولْ
فإن أصحُ أًبْدو كأنّي رجـــــــعتُ
من الموت حبـــواً بجسمٍ ثقيـــلْ
ووجهٍ تلقّـى مئـاتِ الشـــــظايــا
وعــينٍ تــــرفُّ ورأسٍ يميـــــلْ
وصــوتٍ أجشّ وعــــظمٍ أهــشّ
وصـــــدرٍ يطشُّ بــــــداءٍ وبيـلْ
وبطني تدلــــتْ ورجــلايَ كلَّــتْ
وروحــــي أحلّتْ حريقَ الفتيـــلْ
فكيــــف تبـــــدّلَ حيـــنٌ بحـــينٍ
ومــاذا أحال الصهــــيلَ عويـــلْ
صغرتُ بعين أولاءِ الصــــــــغارِ
وكم كنتُ فيــهم جــــليلاً جـــليلْ
إذا قلتُ يوماً أعيـــنوا العليـــلَ
أتى الردُّ منهمْ أعينــــوا القتيلْ
فليت الرحيلَ أتــــــى مبــــــكراً
لرحت إليـــهِ برمــــشٍ كحــــيلْ
ونعوذ بالله من سوء الكبر … والعجز ، وارذل المرَدِّ
اشكرك استاذنا ابا عبد الرحمن صراحة كانت كلمات الرجل العجوز ابلغ من القصيدة.