مــاذا تُخَبــِّئُ يا زمانُ مَزيـــــــدا
أهْلَكتَنا متحـــامِــقاً ورشيـــــــــدا
أهِــيَ الذنوبُ إذا تركنا فارســــاً
يمضي لحربِ الغاصبينَ وحيـدا
أهُو العذابُ على الشّبابِ إذا رمى
خُلُقَ الرّجولــةِ والوَقـــارَ بعيـــدا
أهِيَ النســــاءُ إذ اتّخذْنَ حبـائــلاً
صــارَ العبادُ لمكرِهـــنَّ عبيـــدا
أهُوَ الشذوذُ إذا تفَطْمَـنَ حـــارثٌ
وغَدَتْ سُعادٌ بعــد ذاك سعيــــدا
أهِيَ الحقوقُ بكلّ أرضٍ ضُـيّعتْ
وغَدَتْ لغير ذوي الحصادِ حصيدا
أهِيَ الامانـــةُ إذ يُضيَّعُ عهــدُها
وإذا القبــائلُ لا تصونُ عُهــودا
أهُوَ النفــــاقُ بوجهِ كلِّ مضــلّلٍ
أغــوى القلـوبَ وعَلّمَ التـرديـدا
أهُوَ الربا وهُوَ الذي مِن حَوْلِنـا
غَمَر البِحـارَ فســادُهُ والبِيـــدا
وَعَـــلا على أقواتِنــــا وبيوتـــنا
فَأقــضَّ أَحلامـــاً وَفَـــلَّ حَـــديدا
أهِــيَ النميمةُ والتحاســدُ إذْ غَدا
كُلّ الخَـــلائقِ حَاســـدا مَحسودا
جُرثُومةٌ صُــغرى أذلّتْ عالَمــاً
غَمَرَ الفضــاءَ مَرَاصِداً وجُنُـودا
وَأغاظَ كيدَ الإنس إذ هم جَيّشوا
كلّ الفَيـــــالقِ عدةً وعــــديــدا
لمْ يَبقَ حِـرزٌ أو وســيلة نجـــدةٍ
إلا الدّعاءُ لـِمَنْ يخــافُ وعـــيدا
