كتابُ الهجرِ ما أقسى كتـــــابا
أحــــــــال القلــبَ قبراً والجِنابا
يحثّ السـيرَ والخطواتِ جسمي
ووجهــي ناشــــدٌ للخلف بابــــا
أكــــان الركبُ لحداً إذ رماني
بهذا الشِــــــعْب أم كان انقلابا
وتحرقُ صرختي البكماء صدري
ولا ردّاً أردتُ ولا جـــــــوابا
كأني في فضاء الارض طـيرٌ
تكسّر جنحه فأبى اصطــــلابا
فلا هو عائـــدٌ للعـــشّ يــوماً
ولا هو في الرحـيل صفا وطابا
إلى عمّانَ مهدِ الحبّ طــارت
مواجــعُهُ فــأدمتْهُ ســــــــرابا
يبـــوس على أكفّ الاهل فيها
ويلثــمُ تحــت نعلـــيْها التــرابا
أتــذكرني زقــاق ُ السوق فـيها
وتذكر صـــبوتي حتى الشبابا
وكم أكَلتْ من القدميْــــن لحماً
وشوقَ الروح والعجبَ العجابــا
سأذكرهــــــا حبيبا ليس ينسى
خيوط الشمس فيها والهضــابا
وهل ينسى حبيب الروح روحـاً
إذا طَرَحا على الأرضِ الحجابـا
سيبقى ذلك الاخــــلاص دَيْنــاً
على الروحيْن ما غابت وغابا