أخْفِض سلاحَك إن الجيشَ مُنعَطِبُ
وارجُ النجاةَ لنفسٍ وهْي تنسحبُ
من ظنّ أنّ جحيماً وهْيَ مُسعَرةٌ
يخبو لظاها ويبقى خلفها الحطبُ
يستنهضونَكَ حتى قلتَ منتصرٌ
فلا تغرَّك صيحاتٌ ولا خُطبُ
خَلقٌ إذا جُعلتْ في الحربِ همَّتَها
تفرّقتْ شِيَعاً وساقها العجَبُ
كلُّ الهزائمِ أبوابٌ مشرَّعةٌ
إنْ أُعدمتْ سبباً أفضى لها سَببُ
كيف السبيلُ لأمةٍ مُحطّمةٍ
إنْ راقَها عسَلُ النفاقِ والكذبُ
إنْ تَخْطُ خطوتَها زلَّتْ بها قدمٌ
واستوثقتْ بالثّرى الكَفُّ والرُّكَبُ
فالفكرُ مُنتَحَلٌ والعلمُ مرتحِلٌ
والخوفُ معتمِرٌ والقلبُ مضطربُ
في كلّ سانحةٍ تبكي لنكبتها
يا ليت شعري فمن للخَلقِ إذ نُكبوا
يا أمّةً ألِفَتْ في الرقصِ عيشتَها
أخشى عليكِ بُغاةَ الليلِ إن طِرَبوا
حتى استبيحتْ على مرأى محارمها
فلا حياةَ لمنْ يرضى بما كسبوا
قومي فإنْ قُطِعْتْ بالسيفِ هامتُنا
فما أجلّ الرّدى بالسيفِ إذ يَجِبُ
إنْ وافقتْ شِيَعٌ أوهامَ عاقِرِها
إنّا بنوكِ – وإن أنْكَرْتِنا – العَرَبُ
12-08-2020